هل تعلم كيف كان يصل الحمام الزاجل إلى المكان المحدد بالظبط ؟

كان يُستخدم الحمام الزاجل فى المراسله قديما..هل تعلم كيف يصل الى المكان المحدد وما السر وراء ذلك؟؟
منذ عصور والحمام الزاجل يستخدم كخدمة مميزة في المراسلة , كانت بمثابة (( البريد السريع )) للمراسلة في وقتنا الحالي
فمثلا اذا اراد ملك ارسال رسالة الى ملك اخر يرسلها بالحمام الزاجل
واذا اراد شخص ارسال رسالة لشخص في بلد اخرى فان عليه دفع الكثير من الأموال
ولكن الخطأ الشائع لدى معظمنا هو اننا نظن ان لهذا الحمام نظام GPS فانت توجهه الى حيث تريد وهذا خطأ
ان الحمام الزاجل يستخدم في المراسلة بطريقة مميزة ان لهذا الحمام ملكة الرجوع الى موطنه مهما طالت المسافات
فكان الملك اذا كان له اتصال بملك اخر فانه يرسل له من حمامه الخاص الذي يربيه في ديوانه الملكي

واذا اراد الملك الآخر ( الذي استلم الحمام ) ارسال رسالة لهذا الملك فما عليه سوا ربط رسالة بقدم الحمامة واطلاقها فقط وهي ترجع لموطنها .

معلومات مهمة عن الحمام الزاجل  

*يمتلك قدرة فريدة في العودة الى موطنه وموضع اهتمام علماء الارصاد بجهازه الملاحي. 
*يعد الحمام الزاجل سيد الحمام في الدنيا دون منازع لما لديه من غريزة حب لموطنه والعودة اليه مهما بعدت المسافات الشاسعة التي يقطعها في ايصال الرسائل وما يؤديه من خدمات جليلة في تاريخ الحروب ونقل اخبارها الى العواصم والامصار.

*الدراسات العلمية الحديثة كشفت عن ان الحمام الزاجل لديه القدرة الطبيعية على رسم خارطة المجال المغناطيسي للارض يستعين بها في معرفة طريق العودة الى موطنه وهو ما ينفي القول عن استخدام حاسة الشم لديه لتحديد مساره
اثناء الطيران
*وعن تاريخ الحمام الزاجل ذكر رحالة انكليزي في القرن السابع عشر ان سماءالشام خلت من الحمام بسبب وقوع حمامة في شباك صياد اثناء طيرانها.. ووجد رسالة مربوطة في رجلها كان قد ارسلها تاجر اوربي الى وكيله في حلب يخبره فيها بارتفاع اسعار "الجوز" في الاسواق الاوربية ويطلب فيها منه ان يرسل كميات كبيرة منه.. فعمد الصياد الى تاجر اخر صديق له واخبره بفحوى الرسالة.. فقام بدوره بارسال شحنات من الجوز الى اوربا وجنى من العملية مبالغ طائلة.. وعندما شاع الخبر عمد الصيادون الى اصطياد اعداد كبيرة من الحمام لعلهم يحصلون على غنائم مماثلة..

*وما يزال الحمام الزاجل موضع اهتمام علماء الارصاد للاستفادة من قدرته على توفير النفقات التي تتطلبها الاجهزة الحديثة مثل الاقمار الصناعية والرادارات والطائرات واجهزة الكشف بالاشعة تحت الحمراء اذ تستطيع حمامة واحدة من الزاجل بجهازها الملاحي الفريد ان ترشد بحاستها التي لا تخطئ الى الكثير مما تبحث عنه مع توفير الكثير من النفقات التي ترصد لعمل تلك الاجهزة.

*وقد استخدم الحمام الزاجل لاول مرة في الاغراض الحربية عام 24 قبل الميلاد عندما حاصرت جيوش القائد الروماني "مارك انطونيو" قوات القائد"بروتس" في مدينة"مودلينا" الا ان اكتافيوس الثالث كان على اتصال دائم مع بروتس للاطلاع على صموده من الحصار من خلال الرسائل التي كان يرسلها له بواسطة هذا الطائر. وللعرب تاريخ طويل حافل مع الحمام الزاجل فهم من اوائل الامم التي عرفت اهميته وتربيته واهتمت بانسابه ووضعت الكتب والدراسات في طبائعه وامراضه وعلاجه.. وكان البريد الذي اسسوه يعتمد على الخيل والجمال والبغال وتبادل الاشارات بالنيران والدخان والطبول والمرايا في ارسال الاخبار والمعلومات العسكرية من والى مركز الخلافة ومع اتساع رقعة الخلافة الاسلامية وزيادة الحروب والفتوحات اضافة الى كثرة الفتن الداخلية والقلاقل ومحاولات انفصال الاقاليم عنها.. ومع ازدياد مصادر الثورة وتنوعها وكثرة مؤسسات الدولة ودواوينها اصبح لابد من وسيلة اكثر كفاءة وسرعة لضمان اقصى فاعلية لعمل ديوان البريد الذي يضمن اتصال اطراف الدولة الواسعة ببعضها وربطها بالعاصمة لذلك ادخل الخلفاء العباسيون استخدام الحمام الزاجل في البريد لما يمتاز به من السرعة الفائقة والسهولة في اعادة نقله الى الاماكن التي ستطلقه مرة اخرى اضافة الى انخفاض كلفة تربيته قياسا بالجياد والابل ولتكاثره السريع وطيرانه دون حاجته الى دليل اومرشد ودقته في الوصول الى اهدافه وكذلك لجمال شكله والفته حتى تنافسوا في اقتنائه والعناية به وتوسيع دوره وتحسين نسله فاخضعوه الى مراقبة دقيقة ونظموا له السجلات الخاصة بحركته وخصصوا له المربين يدفعون لهم الاجور العالية لقاء ذلك. 

*ويروى ان المعتصم "علم بانتصار جيشه على" بابك الخرمي" واسره له عن طريق الحمام الزاجل الذي اطلقه قائد الجيش من جهة المعركة الى دار الخلافة في سامراء.. وقد وصل ثمن الطائر منه في ذلك الوقت الى 700 دينار

*وبيعت حمامة منه في خليج القسطنطينية بالف دينار.. لكن الفاطميين تجاوزوا العباسيين باهتمامهم بهذا النوع من الحمام بابتكارهم الوسائل للتغلب على امكانية وقوعه بايدي العدو باستحداث رسائل مرموزة "مشفرة" لا يستطيع العدو التوصل لمعناها.

*كان الحمام الزاجل يقطع الاف الاميال يوميا باتجاهات مختلفة في انحاء الامبراطورية الاسلامية وساعده في ذلك سلسلة الابراج التي اقامتها الدولة والتي يبعد الواحد منها عن الاخر حوالي 50 ميلا وكانت مجهزة لاستقبال الحمام واستبداله اذ كانت القوافل الكبيرة تحمل معها اقفاص الحمام وترسل بواسطته الرسائل الى مراكزها في كل مرحلة من مراحل الرحلة لكي ترشد القوافل الصغيرة التي تسير على نفس الدرب او تنذرها عند تعرضها الى الخطر فتطلب النجدة والمعونة من اقرب مركز او انها كانت تخبر المكان الذي تنوي الوصول اليه بالمواعيد ونوع البضاعة التي تحملها لكي يستقبلها التجار المعنيون بالشراء.


*وعن الحمام الزاجل احاديث كثيرة.. ففي الحرب العالمية الثاني وعند هجوم الالمان على بلجيكا اصطحب المظليون الحمام خلف خطوط جيوش الحلفاء ثم اطلقوه بعد ذلك مع رسائل عن نتائج عمليات التجسس التي نجحوا في الحصول عليها وفي فرنسا اجريت مؤخرا مناورات اشترك فيها الحمام الزاجل في اطار تدريببي على امكانية زجه في عمليات الاتصال في حالات الطوارئ..

*ويشار الى ان الزاجل تولى نقل اسماء الفائزين في اول دورة للالعاب الاولمبية.. وفي عام 1978 انشأ الجيش الاميركي غرفة عمليات لهذا النوع من الحمام على غرار ما اتبع في الجيش الالماني قبل ذلك اما في الحرب الكورية تم استخدام الالاف منه مع الهابطين بالمظلات لتوصيل ما يزيد على مائة الف رسالة الى الاهالي.. وقد اثبتت الاحصائيات التي نشرت ان استخدام هذا الطير خلال الحرب العالمية الثانية لاغراض ايصال المعلومات والتجسس نجح بنسبة 99%. عند النظر الى هذا الطير الجميل الذي ميزه الله جلت قدرته عن بقية الطيور بمزايا جليلة يقدمها للبشرية.. فمن الجانب يكون مقوسا عن مؤخرة الرأس الى نهاية المنقار ويقف مستكينا رافع الرأس بارز الصدر.. ريشه صلب ومتلاصق واجنحته قصيرة لكنها عريضة وقوية.. لون العينين حمراء او زيتية تحوطهما هالة بيضاء..

*اما لونه بين الابيض والاسود والازرق السمائي او قهوائي مشوب بالحمرة او بني فاتح والبغدادي منه له نمو لحمي بارز حول العينين والانف وهو يأتي بعدة الوان ومن الانواع الاخرى الهندي والتركي والكنك والنفاخ والكويتي والشيرازي والبخاري والروماني والريحاني والعبسي والعمري والسوداني والبلجيكي والمفتل واللماع والجاوي والاميركي والهزاز ويتميز بذيله الذي يشبه المروحة والرقاص لمشيته الراقصة على ايقاع السامبا.

*والزاجل من الطيور المستأنسة التي يألفها الانسان وتألفه وتعيش بالقرب منه او تحت رعايته..


*اما الحمام العادي فيعيش فوق اسطح المنازل والمآذن والاشجار والحمام البري يعيش في الحقول والمزارع يأكل من محاصيلها ولذلك يكون غير مرغوب فيه فيعمدون الى اصطياده.. وبالامكان التمييز بين الذكر والانثى عن طريق الشوكات تحت الذيل فتكون متلاصقة او متقاربة عند الذكر ومتباعدة عند الانثى.. كما يمكن التفريق بينهما عن طريق الشكل الخارجي اذ ان حجم الذكر اكبر من الانثى ورقبته اكثر لمعانا وجسمه اقوى.

كان للعرب فضل اكتشاف قدرات الحمام الزاجل منذ عهد الدولة العباسية، فطار حاملا رسائلهم ناقلا إياها عبر المحيطات والبحار والصحاري بدون ان يخطئ في توصيل الرسالة التي يحملها. وعلى الرغم من الثورة التكنولوجية الهائلة التي دخلت عالم البريد والنقل والتي اصابت الحمام الزاجل بالبطالة، الا ان الاهتمام به لم يتوقف فأنشئت له العديد من البلدان اتحادات خاصة وعامة للعناية به على الوجه الأمثل. وبخاصة ان الحمام الزاجل لا يعرف أخطاء موظفي البريد ولا يتأخر في إيصال الرسائل المكلف بتوصيلها. حتى استحق لقب رسول فوق العادة.
وقد لا يعرف الكثيرون أن العرب كانوا أول من اكتشف الميزات الخارقة للحمام الزاجل، إذ تذكر كتب التاريخ أن العرب استخدموه إبان عهد العباسيين في بغداد والأمويين في الأندلس، وقد استخدم الحمام الزاجل رسميا في نقل البريد عام 1150م ببغداد بأمر الخليفة، ثم استخدم بعدها في نقل الرسائل الحربية والخاصة في حالات الحصار للقوات المتحاربة حيث استخدمه العرب أثناء الحملة الصليبية على بيت المقدس.
وتؤكد الوثائق التاريخية أنه في أثناء الحرب الفرنسية عام 1871، وعندما تم حصار باريس لعدة أشهر، قام الحمام الزاجل بنقل ما يقرب من 150 ألف رسالة.
وفي عام 1878 أنشأ الجيش الأميركي سلاح الاشارة الزاجلي أسوة بنفس السلاح في الجيش الألماني، ووصل عدد الجنود الذين خدموا في هذا السلاح نحو ثلاثة آلاف صف وعسكري وحوالي 50 ضابطا.
وقد ثبت من الإحصائيات التي أجريت خلال الحرب العالمية الثانية أن استخدام الحمام الزاجل نجح بنسبة 99%. أي ان اخطاء الحمام لم تتجاوز الواحد في المائة في نقل الرسائل. وقد عرفت مصر الاهتمام بالحمام الزاجل منذ منتصف الأربعينيات حين قام عثمان باشا رامز أحد أعيان مصر وقتها بشراء أعداد كبيرة من الحمام الزاجل التي كان يقوم بتربيتها أحد الهواة الإنجليز أثناء وجوده في مصر وكون في عام 1945 ما عرف باسم «الجمعية المصرية للحمام الزاجل» ولهذه السلالة أهمية تاريخية، حيث يقال إنه عندما أراد سلاح الإشارة للقوات البريطانية التي كانت تتمركز في مصر بمعسكرات منطقة المعادي أثناء الحرب العالمية الثانية إيجاد وسيلة اتصال في نقل الرسائل بين دورياته التي كانت تجوب الصحراء الغربية إلى مقر قيادتها في مصر مع إحاطتها بالحماية من الوقوع في يد المخابرات الألمانية، وهو الأمر الذي لم يكن ممكنا إذا ما أرسلت هذه الرسائل بالراديو، لذلك لم يكن لدى الإنجليز حل سوى الحمام الزاجل لتنفيذ هذه المهمة، ولكن نظرا لعدم وجود الوقت الكافي لاستيراد الحمام من بريطانيا وإعداده للخدمة في مصر، فقد اتصل قادة سلاح الإشارة البريطاني بعثمان رامز لشراء ما لديه من حمام زاجل بعد أن تأكدوا من جودة السلالات التي بحوزته، الا أن عثمان رامز فضل إهداء كل ما لديه من حمام للجيش الانجليزي كهدية رمزية من الهواة المصريين. وعندما قرر سلاح الإشارة البريطاني التخلص من حمامه بعد أن وضعت الحرب أوزارها، رأى أن يرد لعثمان رامز هذا الجميل فوضع تحت تصرفه كل ما في معسكره بالمعادي من حمام زاجل ليختار منه ما يشاء، ومرة أخرى أهدى عثمان رامز كل ما لديه من حمام الجيش الانجليزي إلى جمعية الحمام الزاجل المصرية، التي باعته بدورها لحسابها في مزاد علني اشترى منه الهواة المصريون ليكونوا بهذه الكمية أول نواة للحمام الزاجل في مصر. ولتنتشر هواية تربية الحمام الزاجل بعد ذلك في مصر خاصة في الوجه البحري والإسكندرية بين علية القوم ولتتحول الجمعية إلى اتحاد عام 1977، ثم تصدر عنه مجلة شهرية تحمل اسمه منذ عام 1994 وحتى الآن، وينبثق عن الاتحاد اكثر من 20 فرعا في معظم محافظات مصر.
وحاليا لا يتم تدريب الحمام الزاجل على حمل الرسائل كما كان متبعا في الماضي، بل اصبح منافسا مهما في سباقات الحمام الزاجل التي تتم سنويا والتي تنتشر على مستوى العالم، وتعتبر بلجيكا هي اشهر دولة في تنظيم سباقات الحمام الزاجل كما ان بها مقر الاتحاد الدولي للحمام الزاجل ويقطن بها حوالي 6 ملايين هاو للحمام، ويعد عام 1850 البداية الحقيقية لاستخدام الحمام الزاجل في بلجيكا في الاغراض التجارية. كما تعد من أوائل الدول التي قامت بعمليات التهجين التي تنتج الحمام الزاجل، حيث تتم عملية تزاوج بين الحمام البري الذي يتصف بالمعيشة تحت الظروف القاسية ويمتاز بسرعة وخفة طيرانه مع نوع من الحمام البلجيكي المسمى «سمبرل» والذي يمتاز بقصر القامة وامتلاء الصدر، والمنقار متوسط الطول المنحدر مع الرأس والأعين الواسعة ذات الجفون الرقيقة، ومن أشهر هذه المجموعات الناتجة عن هذا التهجين مجموعة «باركر». اما في مصر وعن طبيعة عمل الاتحاد المصري للحمام الزاجل يقول محمد العباسي، رئيس الاتحاد المصري للحمام الزاجل،: «هناك 14 سباقا محليا ينظمها الاتحاد كل عام للحمام الزاجل اشهرها سباق (النيل الدولي للحمام الزاجل)، وعربيا يشترك الاتحاد في العديد من السباقات العربية والدولية للحمام الزاجل مثل (سباق النقطة الواحدة بالرياض) و(سباق النقاط المتعددة بالكويت) والسباق الدولي ببلجيكا.

اما عن طبيعة التدريبات التي يخضع لها الحمام الزاجل حتى يتمكن من الدخول في المسابقات الدولية، فيؤكد رئيس الاتحاد المصري للحمام الزاجل على أنه يتم تدريب الحمام في عمر الشهرين، ويستطيع الحمام الطيران من عمر شهر ونصف الشهر وأولى رحلاته تكون فوق البيت الذي تربي به، وإذا أردنا بعد ذلك أن نجعله يطير على مسافة كيلومتر مثلا، فعلينا أن نصحبه مسافة الكيلومتر بعيدا عن البيت ومن ثم نتركه يعود بمفرده للبيت الذي يعرفه وتعود عليه وذلك اعتمادا على غريزة حب الحمام وحنينه للمكان الذي يعيش به، وبمرور الوقت يتم التدريب على زيادة المسافات وتقسيم المسافات الطويلة وزيادة وقت الطيران بالتدريج حتى الوصول إلى أكبر مسافة يمكن أن يطير إليها بدون أن نفقده، مشيرا إلى أن عمر الحمام الذي يخضع للتدريبات ينقسم إلى 3 مراحل، مرحلة «الزغاليل» وتبدأ بعد الفقس، ومرحلة الشباب خلال السنة الثانية من عمره، ومرحلة الكبر بعد السنة الثانية إلى نهاية عمره

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم انا أريد إرسال رسالة إلي شخص في بلد اخر بواسطة الحمام الجزال ولكن لا أعرف هل ممكن مساعدتكم.وشكرا

    ردحذف

المشاركات الشائعة